هناك اتفاق شبه تام بين الباحثين والمنظرين على أن لعب الأطفال يتضمن بالضرورة في كثير من الأحيان تفريغًا وتفعيلاً لمحتويات عدوانية وغير مقبولة اجتماعيًا سواء كان ذلك بشكل مباشر أم على نحو رمزي أو متخيل، بمعنى أن صراعات واضطرابات كل مرحلة نمائية تنعكس بالضرورة على المحتوى الظاهر لأنشطة اللعب والتي يمكن الحكم عليها في بعض الأحيان أنها تتجاوز الحد المقبول للسواء.

والسواء المعني هنا مؤداه أن الطفل حين يلعب مرضه واضطراباته وصراعاته، فإنه بذلك يحافظ على سواءه؛ أي أن الطفل القادر على إخراج وتفعيل هذه المحتويات المضطربة في اللعب هو الطفل القادر على التحرر والتخلص من صراعاته بإخراجها إلى حيز الواقع، ومن ثمة يمكن التعامل معها والسيطرة عليها.

ويبقى السؤال، ما هي تلك المحددات التي يمكن أن تميز بين السواء والاضطراب في اللعب؟

  1.  حينما يكون الطفل عاجزًا تمامًا عن اللعب أو الدخول فيه بأي حال، كذلك انحصار اللعب في موضوعات قليلة، وهو ما يعني أن طبيعة الصراعات والاضطرابات التي يعيشها الطفل قد حدت من تلقائية الطفل وعطلت قدراته المختلفة عن التعبير عن المشاعر والانفعالات والاستطلاع والاكتشاف.
  2.  حينما يكون اللعب تكراريًا وهي حالة تبدو في ظاهرها، وكأنها حالة لعب، ويكون الطفل خلالها غير قادر على أداء غيرها أو التوقف عنها، ويكون هذا اللعب التكراري بدون هدف أو معنى أو نهاية.
  3.  حينما يفقد الطفل قدرته على التوقف عن اللعب حينما يريد ذلك؛ أي أن الطفل في هذه الحالة يكون عاجزًا عن إنهاء اللعبة، فنجده مثلاً يسقط من شدة الجوع أو العطش، يتبول أو يتبرز على نفسه، أو ربما يسقط على الأرض نائمًا.
  4.  حينما يكون اللعب ملتصقًا بمرحلة واحدة أو بحدث واحد، بمعنى أن يكون اللعب بمواده وأنشطته لا يتلاءم مع المرحلة العمرية للطفل؛ حيث يكون اللعب هنا وسيلة للارتداد والنكوص إلى مراحل أكثر طفلية تنتمي إلى مراحل عمرية سابقة.
  5.  حينما يكون اللعب هو وسيلة مباشرة للإشباع الفوري أو التفريغ المباشر عن المحتويات العدوانية أو غير المقبولة اجتماعيًا؛ بمعنى أنه حينما يقوم الطفل بضرب طفل آخر، فإن هذا ليس لعبًا، أو أن يقوم بتدمير وتحطيم الألعاب، فهذا أيضًا ليس لعبًا بقدر ما هو عدوان تم تفريغه بشكل مباشر.
  6.  حينما يكون جسم الطفل هو محرر لعبه وليس أدوات اللعب، بمعنى أن يستخدم الطفل أدوات اللعب فقط لكي تستير لديه أحاسيس لاذة مثل مص الألعاب أو تقبيلها أو احتضانها أو ملامستها لمناطق جسمه الحساسة، فكل هذا أيضًا ليس لعبًا.
  7.  حينما يفقد اللعب واحدة من أهم مقوماته، وهي إدخال حالة من السعادة والبهجة والمرح للطفل أثناء اللعب؛ بمعنى أن يصبح اللعب فقط باعثًا لمشاعر القلق والتوتر والانفعال، وهو ما نجده على نحو ظاهر في ألعاب الأتاري والفيديو جيم وغيرها.

المصدر:

  • مجلة خطوة العدد 12 - يوليو 2001
  • د. خالد عبد الرازق السيد - مدرس علم النفس بكلية رياض الأطفال - جامعة القاهرة – مصر
erada

شبكة إرادة لذوى الإعاقة

  • Currently 252/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
86 تصويتات / 2366 مشاهدة

ساحة النقاش

إرادة

erada
شبكة إرادة هي إحدى شبكات كنانة أونلاين المعرفية المتخصصة لذوي الإعاقة بما يحقق لهم ولذويهم اكتساب خبرات معرفية ومهارات عملية وسلوكية عن طريق استخدام أدوات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

5,529,204