أشارت نتائج دراسة إلى أن الحركة هي أكثر الاستجابات التي تميز لعب الأطفال المكفوفين؛ حيث اتسمت الحركة بالنمطية والتكرارية الشديدة التي يستغرق فيها الطفل الكفيف لفترات زمنية طويلة وتتمثل في: الأرجحة، الاهتزاز، القفز، الدوران حول الجسم، وكلها استجابات حركية، تتمركز حول العضلات الكبرى إضافة إلى افتقارها لكافة عمليات التآزر، ويؤدي الاستغراق فيها إلى تعثر إقامة التواصل الاجتماعي الطبيعي مع الآخرين، كما أن من شأنها أن تزيد من فترات الصمت والسكون والانسحاب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاستجابات الحركية للأطفال المكفوفين هي لزمات مرتبطة بطبيعة الإعاقة في حد ذاتها، ورد فعل لأساليب الإهمال والنبذ، الأمر الذي يؤدي في نهاية الأمر بالأطفال المكفوفين إلى العجز عن اللعب لدى البعض، والبعض الآخر يدخل في نوبات حركية تكرارية نمطية لا تتوقف أو تتغير مثل الاهتزاز والقفز والدوران حول الجسم.
وجدير بالذكر أن هذه الاستجابات الحركية التكرارية قد تستمر لساعات طويلة، إذا لم يتدخل أحد المحيطين بالطفل ليخرجه من هذه الحركة الآلية التكرارية.
والفارق الجوهري بين لعب الأطفال العاديين (المبصرين) ولعب الأطفال المكفوفين يتمثل في أن أدوات اللعب بالنسبة للأطفال العاديين تكون هي المحور والمركز لتفريغ الطاقة، ومن ثمة يؤدي اللعب وظائفه ويحقق أهدافه، أما بالنسبة للأطفال المكفوفين، فإن الجسم يكون هو المحور والمركز الذي تخرج منه الطاقة وتتجه إليه؛ أي أن الجسم هنا يلعب دور الفاعل والمفعول، وأدوات اللعب بالنسبة للأطفال المكفوفين تكون مجرد وسيلة لاستثارة أحاسيس جسمية بالمص أو العض أو الاهتزاز أو الأرجحة أو الدوران حول الجسم.
إضافة إلى ذلك فإن لعب الأطفال المكفوفين يتميز بأنه فقير للغاية في محتواه وحيث تغيب عمليات التقليد والإحيائية، ولعب الأدوار، واللعب الإيهامي الرمزي، وتمثل الأدوار الاجتماعية وهو ما يتميز به لعب الأطفال العاديين (المبصرين) في مرحلة ما قبل المدرسة.
المصدر:
- مجلة خطوة العدد 12 - يوليو 2001
- د. خالد عبد الرازق السيد - مدرس علم النفس بكلية رياض الأطفال - جامعة القاهرة – مصر
ساحة النقاش