من الأمور التي تساعد على وقاية الأطفال من أن يتعثروا في نموهم اللغوي وأن يكون لديهم القدرة على التعبير الصحيح السلس عن أنفسهم أن يراعي الآباء والمعلمون الاعتبارات الآتية:
- خلق الدافع لاستخدام اللغة الاستخدام الصحيح فاللغة في النهاية وسيلة وليست غاية في ذاتها. فإذا تمكن الطفل من أن يشبع حاجاته، وأن يتواصل مع الآخرين حوله بدون استخدام اللغة اللفظية؛ فإنه سيفعل ويهجر التعبير اللفظي، ومن ثم يحرم نفسه من فرصة التدريب على النمو اللغوي وعلى النطق الصحيح. وفي هذا الصدد حذرنا من أن تتعامل الأمهات والمعلمات مع الطفل عندما يستخدم الإشارة، ولكن لا بد من تشجيعه على أن يتحدث، وأن يعبر باللفظ المنطوق عما يريد.
- توفير الحب الدائم والمستقر وغير المشروط أو المعلق بالسلوك عند مستوى معين. فهذا الحب هو حق الطفل علينا، يحصل عليه من الوالدين، خصوصًا الأم؛ لأنه اللبنة الأولى في بناء الأمن النفسي لدى الطفل. وهذا الأمن هو الذي يجعل الطفل يشعر بالأمان والتقبل من الوالدين. وهو الشعور الذي يتعمم بعد ذلك على البيئة بما فيها من معلمين ورفاق وجيران. ولا يدفع الطفل نحو التعبير الصحيح عن نفسه مثل شعوره بالرضا والتقبل من الآخرين، فنجده راغبًا في الحديث عن مشاعره؛ لأنها إيجابية. أما إذا افتقد الطفل الشعور بالأمن وبالتقبل من المحيطين به – خاصة في المنزل – فإنه سيشعر بالخوف والتهديد وبمشاعر الغيظ والغيرة من الآخرين والرغبة الصريحة أو المقنعة في الانتقام منهم، وهي كلها انفعالات ومشاعر يخاف ويتردد في التعبير اللغوي عنها؛ لأنها مما لا ترضى عنه الأخلاق السائدة ومعايير الثقافة التي يعيش في وسطها. وحتى الكبار نجدهم يشعرون بالتهتهة والعجز عن التعبير عندما يجدون أنفسهم مضطرين للتعبير عن المشاعر السلبية بعكس ما يحدث عندما يعبرون عن المشاعر الإيجابية.
- على المعلمات في رياض الأطفال أن يشعرن الأطفال بالتقبل والحنان، فهن يكملن رسالة الأسرة ووظيفتها. ولا ننسى أن هناك كثيرًا من الأطفال يتهتهون في الروضة، ي حين أنهم يتحدثون بشكل طبيعي مع أمهاتهم في المنزل، وهذا يعني أن الروضة تحتوي على موضوعات تثير الخوف عندهم، وعلى رأس هذه الموضوعات أسلوب معاملة الروضة للطفل مع رفاقه. بل إننا نتوقع أن تكون الروضة مجالاً خصبًا لتدريب الطفل الذي لم تُتح له فرصة هذا التدريب في الأسرة؛ بسبب أنه طفل وحيد مثلاً أو أن الفروق بينه وبين إخوته في العمر كبيرة، لا تسح بهذا التفاعل، أو لانشغال الوالدين بما لا يسمح بالحديث معه.
المصدر:
- مجلة خطوة العدد 17 سبتمبر 2002
- أ. د. علاء الدين كفافي - أستاذ الإرشاد النفسي والصحة النفسية - معهد الدراسات والبحوث التربوية، جامعة القاهرة – مصر
ساحة النقاش