البتر الكلي أو الجزئي  

من الإصابات الشائعة حدوث بتر لطرفٍ أو جزءٍ منه أو إصبع ، ولا سيما في المناطق الصناعية ، أو مناطق الحروب والنزاعات ، أو نظراً لحوادث السير ..وغيرها.
وقبل اكتشاف الطرق الحديثة في الجراحة الدقيقة كان العلاج الوحيد يكمن في إتمام البتر ووقف النزف ومنع التلوث البكتيري، أما الآن فالكثير من الأجزاء المبتورة يمكن إعادة زرعها بنتائج ممتازة للعضو المعاد زرعه بفضل وسائل الجراحة الحديثة ، ويعتمد نجاح هذه العملية على الطرق التي يتم بها نقل الجزء المبتور إلى المشفى من قبل المسعف أو من يتواجد مع المصاب، وذلك بإحدى الطرق السليمة التالية:

1 -  لف العضو المبتور بقطعة من الشاش المشبع بمحلول ملحي (أو محلول رينغر) ، ثم وضعه في كيس من الثلج.
2 -  غطس الجزء المبتور في كيسٍ يحوي محلولاً ملحياً (أو رينغر) ثم يوضع في كيسٍ آخر يحتوي على الثلج.
ويجب إعلام طبيب الطوارئ فور وصول المصاب إلى المشفى بالطريقة التي تم بها نقل الجزء من هاتين الطريقتين.
 

الطريقة الثانية  من الطريقتين المذكورتين أعلاه هي الأنسب ، وذلك لكونها تقلل من احتمالية تجمد الجزء المبتور من جهة ، كما تحول دون تسلخه بفعل الشاش من جهة أخرى، ناهيك عن كونها الأسهل للوصف والتطبيق معاً.

بهذه الطريقة الصحيحة للنقل يمكن الحفاظ الإصبع المبتور لمدة 24-30 ساعة ، أما الأطراف الأكبر حجما فيمكن الحفاظ عليها لمدة 12 ساعة ثم تتلف بعد ذلك بسبب ما يسمى بنقص التروية البارد، أما إذا لم يتم نقل الأجزاء المبتورة بإحدى الطريقتين المذكورتين أعلاه فستتلف بشكلٍ أسرع ، حيث يمكن الحفاظ على الإصبع المبتور حياً لمدة 12 ساعة فقط ، أما الأجزاء الأكبر فتبقى حية لمدة 6 ساعات فقط ثم تتلف بسبب ما يسمى بنقص التروية الحار.
ومع ذلك يجب الإسراع في نقل الأجزاء المبتورة بالسرعة الممكنة لأن عملية إعادة الزرع وربط الأوعية الدموية تتطلب ساعاتٍ طوالا في غرفة العمليات.
والسر في أن الأصابع تحتمل وقتاً أطول قبل التلف هو قلة العضلات فيها وصغرها.
<!--

وتقسم الأجزاء المبتورة إلى قسمين:
1 - أجزاء ذات فرصة قوية لنجاح إعادة الزرع: مثل : الإبهام ، بقية الأصابع ، اليد المبتورة من الكف ، الرسغ ، الكوع ، المرفق.ويد الطفل.
2 - أجزاء ذات فرصة ضعيفة في نجاح الزرع : وتشمل الأجزاء التي يتم بترها هرسا أو المصحوبة بالتمزق الشديد ، أو البتر المتعدد ، أو الأجزاء ذات الشرايين المتصلبة ، وأجزاء المرضى ذوي المشاكل العقلية ، أو تلك التي مضى عليها وقت طويل قبل النقل.
تجدر الإشارة هنا أنه إذا إذا تسرب أدنى شك للجراحين من إمكانية نجاح عملية إعادة اللحمة للجزء المبتور فينبغي تحويل الحالة بشكلٍ طارئ إلى مركز متخصص يقوم جراحوه بتقييم الحالة واتخاذ قرار بشأن إعادة اللحمة من عدمها .
أثناء عملية إعادة اللحمة يعتمد الإجراء الجراحي بشكل رئيسي على إعادة التغذية الشريانية للجزء المبتور ، مع ترك بقية الأنسجة الناعمة التي قد تحتوي على وريدات أو تراكيب حيوية أخرى تساعد في إحياء الجزء المبتور ، وينبغي التعاطي مع هذه الأنسجة بانتباهٍ شديد ، متلو بفحصٍ عصبي وآخر من قبل جراح أوعية دموية للتأكد من حيوية الجزء المبتور.
ثم تلف الأنسجة الناعمة بشاشٍ مشبع بمحلول ملحي، وبمادة البيتادين ذي المفعول المضاد للبكتيريا ، وتحاط بغطاء خاص يحوي ثلجاً ، كما ويجب أن تكون ضمادات الجرح فضفاضة ثم تغطى بالثلج لتحول دون (خنق) الجزء المبتور إذا لفت بشكل ضاغط قد يمنع حدوث التروية بالدم.
إذا ضاعف البتر فوق مستوى الأصابع كسر في عظم طويل ، فينبغي تثبيت الكسر ريثما تتم الجراحة.
من المضاعفات الخطيرة لعملية إعادة اللحمة يأتي موت النسيج العضلي ، والعدوى البكتيرية ، وعليه يجب أن يأخذ الأطباء في الحسبان موضوع عمل ناسور شرياني لتقليل نقص التروية ، وكذلك شق اللفافة العضلية للأجزاء الطرفية في حال قُرِّرَ إجراء (رقعة) أو إصلاح شرياني.
وفي حال تزامن البتر مع نزيف شرياني غزير يجب أن يتركز الإنتباه على إنقاذ حياة المريض أولا قبل إنقاذ الجزء المبتور منه ، ويمكن الضغط على مكان النزف لوقفه ، فإذا لم ينجح ذلك يتم الإدخال الفوري إلى غرفة العمليات، فإذا لم تتوفر يتم عزل الشريان وربطه أو ضبطه بملقط جراحيٍ خاص لوقف النزيف.
يجب التنويه إلى أن مثالية الإجراءات غير ممكنة دائمة في ظروف الطوارئ، وعليه في الإجراء السابق يمكن تمزق الشريان أو ضبط عصبٍ أو تركيبة أخرى بدلا منه ، ولكن يبقى الحد الأدنى من الأداء المقبول إنقاذ حياة المريض، وتقديم ذلك على إنقاذ الجزء المبتور.
ملاحظة أخيرة:- عندما يدور الحديث عن بترٍ للطرف السفلي ينبغي اتخاذ القرار بشأن التفضيل بين إعادة اللحمة التي تقتضي ساعاتٍ طوالٍ من العمل قد تزيد عن يومٍ كامل ، ونادرا ما تفضي إلى نتائج مرضية، إضافةً أن البدائل الاصطناعية الحديثة تؤدي إلى نتائجٍ أفضل لدى العودة إلى الحياة العملية، ومن الحالات التي يصعب فيها إعادة اللحمة تلك التي ترافقها كسور مفتوحة من الدرجتين الثالثة-ب ، والثالثة-ج.

هنالك عدد من العوامل التي تؤثر على ذلك مثل: سن المريض ، ووضعه الصحي وتزامن أمراضٍ أخرى ، ووضع الساق قبل إجراء العملية.

المصدر: د. عبد الرحمن أقرع
erada

شبكة إرادة لذوى الإعاقة

  • Currently 8/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 7357 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2012 بواسطة erada

ساحة النقاش

sona7

كلام مهم جدا

إرادة

erada
شبكة إرادة هي إحدى شبكات كنانة أونلاين المعرفية المتخصصة لذوي الإعاقة بما يحقق لهم ولذويهم اكتساب خبرات معرفية ومهارات عملية وسلوكية عن طريق استخدام أدوات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

4,683,151