لا يوجد علاجاً شافياً حتى الآن للصرع. إن الأدوية قد تساعد في أغلب الأحيان في السيطرة على النوبات. بعض أنواع الصرع لا تحدث إلا في فترة الطفولة ويُقَال بأن الشخص قد تجاوز بالسن مرحلة النوبات. وفي بعض الحالات قد يكون هناك خمود عفوي للنوبات وتؤدّي أحياناً جراحة الصرع إلى توقّف تام ودائم للنوبات الصرعية بعد إزالة بؤرة الصرع في الدماغ.
هل الصرع يؤدّي إلى الوفاة؟
إن الصرع بحد ذاته قد يؤدي إلى الوفاة إذا تكررت أو استمرت التشنجات الصرعية لأكثر من ثلاثين دقيقة ما لم يتم إسعاف المصاب بالعلاج المناسب، إلا أن مثل هذه الوفيات نادرة الحدوث. أما حالات الوفاة الأكثر حدوثا فهي تلك الناجمة عن الأخطار أو الحوادث التي تتم عندما تحدث النوبة لشخص في وقت غير متوقع فيه حدوثها وفي وضع شديد الخطورة.
أنواع العلاج المتوفر لعلاج الصرع
عندما يُشخّص الطبيب حالة الصرع فإنه يَصِفُ علاجاً محدداً، الهدف منه التحكّم بالنوبات ومساعدة المريض لمواصلة حياته بطريقة سليمة والمشاركة في كافة الأنشطة الاعتيادية بما فيها معظم الألعاب الرياضية. أما أهم نوعين من العلاج فهما، العلاج بالعقاقير المهدِّئة للصرع، والجراحة.
أدوية خاصة بالصرع
يتم علاج الصرع بشكل رئيسي من خلال استعمال عقاقير خاصة مقاومة للصرع وتوجد أنواع عديدة من هذه العقاقير ، يتوقف وصف كل نوع منها على حالة أو نوع الصرع وملائمة الدواء للشخص المصاب. وتُوصف العقاقير بشكل منفرد أو بإضافة دواء أو أدوية أخرى. وتقوم العقاقير المختلفة بالسيطرة على أنواع مختلفة من النوبات.
مدى تحكم الأدوية في النوبات الصرعية
تُعرف الأدوية المستعملة للسيطرة على النوبات، بالأدوية المقاومة للصرع. أما كيف تعمل هذه العقاقير على إيقاف النوبات وتغيير الحد الأدنى لحدوثها أو منع التفريغ الكهربي من الحدوث، فإن تلك أمورٌ لا تزال مجهولة وغير معروفة تماماً. كما أن الأسس العصبية الكيميائية لطريقة عملها غير معروفة هي الأخرى. وقد أثبت الفحص والبحث أن بعض أنواع العقاقير تستطيع سد أو منع انتشار النبضات العصبية السريعة غير الطبيعية في الدماغ في حين يمكن لبعض هذه العقاقير تغير تدفّق بعض الأيونات التي لها علاقة بمقاومة حدوث نوبات التشنّج.
مدى فعالية العلاج بالأدوية
يتم السيطرة على معظم النوبات الصرعية نتيجة استعمال الأدوية المقاومة للصرع. حوالي (50) بالمائة من الذين يتناولون هذه الأدوية تنتهي النوبات لديهم وحوالي (30) بالمائة منهم تقلّ درجة تكرارها لديهم لدرجة يمكنهم معها العيش والعمل بشكل اعتيادي، أما الـ (20) بالمائة المتبقية فهي إما حالات مستعصية للعلاج، أو أنها بحاجة إلى جرعات أكبر للسيطرة على النوبات.
الآثار الجانبية لأدوية الصرع
إن للعديد من أدوية الصرع آثارٌ جانبية تتراوح من البسيطة إلى الشديدة وتختلف باختلاف العقار والجرعة، ومن بعض الآثار الجانبية الشائعة: عدم الاتزان، النعاس، الغثيان، سرعة التهيج وفرط النشاط.
تعريف "مستوى الدواء في الدم"
يقصد بمستوى الدواء في الدم كمية المادة المقاومة للصرع في الدم والتي يتم قياسها من خلال فحص بسيط للدم والتي تساعد في تحديد ما إذا كانت الأعراض لدى المريض ناجمة عن تسمم أو نتيجة آثار جانبية للعلاج. كما تستخدم لتحديد إذا كان المريض يتناول قدرا كافيا من العلاج لمنع حدوث النوبات. يتم تحديد المجال العلاجي لمختلف الأدوية المقاومة للصرع من خلال إجراء الفحوصات على مستوى الدم لآلاف المرضى الذين يجري التحكم بنوباتهم والذين لا يعانون من آثار جانبية.
أعراض الارتفاع الشديد في مستوى الدواء في الدم
إن الارتفاع الشديد لمستوى كمية العلاج قد يسبب للشخص آثاراً جانبية مثل الخمول وعدم الاتزان، وزيادة عدد النوبات وغثيان. قد يتطلب هذا الوضع تقليل أو إنقاص الجرعة أو التحول إلى علاج آخر.
تكلفة هذه الأدوية
إن سعر العقاقير المقاومة للصرع يتوقف على مستوى الجرعات وعلى نوع العقار وعلى الكمية التي يوصي بها في الوصفة الطبية. ويوجد عادة اختلاف في السعر بين ماركة عقار ما وبين علاج آخر مماثل، وما عليك إلا أن تسأل طبيبك المعالج أو الصيدلي فيما إذا كان هنالك مماثلاً لذلك الذي تتناوله وملائماً أيضا.
ضرورية إخضاع جميع الأشخاص المصابون بالصرع للعلاج
يتم العلاج بشكل أساسي من خلال استعمال الأدوية المقاومة للصرع والتي يوجد أنواع عديدة منها. وتتوقف عملية وصف استخدامها على نوع النوبة وعلى الشخص نفسه، فإذا كان الشخص المصاب لم يتعرض للنوبات طوال سنين عديدة فإنه يمكن للطبيب إيقاف استخدام العلاج تدريجياً.
اللجوء إلى العمليات الجراحية كعلاج للصرع
يتم اللجوء إلى الجراحة فقط عندما يفشل العلاج الدوائي، وفي نسبة قليلة جدا من الحالات التي يتحدد فيها الجزء الدماغي المصاب والمسبب للنوبات وتكون إزالته مأمونة ، وبدون أن تترك خللاً أو ضرراً بوظائف المخ.
إمكانية تجاوز الأطفال النوبات الصرعية
من الصعب الإجابة على إمكانية تجاوز الطفل للنوبات. ففي بعض الأحيان يتجاوز الأطفال الصرع مع تقدم السن بينما يستمر الصرع مع البعض الآخر أو ربما يزيد كلما تقدّم بهم العمر. هنالك أنواع من الصرع حميدة تتوقف دائماً مع تقدّم عمر الطفل مثل صرع رولاند، ونوع آخر معروف بأنه عادة يخمد أو يتوقف مع تقدم عمر الطفل مثل صرع التغيب الطفولي (Childhood Absence). كذلك هناك نوعٌ ثالث مثل الصرع ألارتعاشي أو ألارتجاجي العضلي الصبياني (Juvenile myclonic Epilepsy). لا يستطيع الطبيب التنبؤ بشأن من سيستمر الصرع معه ومن سيختفي منه إلا أن التوصيات الطبية ترى أنه كلما كان تشخيص الصرع أسرع كلما كان التحكم به أفضل.
وسائل غير التقليدية قد تساعد في علاج الصرع
لقد جرب بعض الأشخاص المصابين بالصرع مختلف أنواع الوسائل لتحسين سيطرتهم على النوبات. وفي بعض الحالات كان يشعر بعضهم بأنه حصل تحسن. وعلى أية حال فإن الدراسات العلمية لم تتم على معظم تلك الوسائل. وقد تكون الوسائل المتبعة في تخفيف القلق والضغط النفسي أو تحسين الصحة العامة مفيدة لدى البعض. ومن الوسائل الأخرى التي تمت تجربتها Biofeedback، الحمية، والوخز بالإبر.
المقصود بالتغذية الاسترجاعية الحيوية (biofeedback)
التغذية الاسترجاعية الحيوية هي عملية تنظيم وتحديد وتغيير وظائف فسيولوجية معينة كان يعتقد في الماضي بأنها غير إرادية مثل معدل ضربات القلب، ضغط الدم، الموجات الدماغية ... الخ. وفيما يتعلق بالصرع، فإنه يمكن تدريب الشخص وإعطائه تدريبا مكثفا على التغذية الاسترجاعية الحيوية وتعليمه على وسائل تعديل السلوك ليتمكن من خلالها من السيطرة على وظائف فسيولوجية معينة تتعلق بالنوبات. وهذا بحد ذاته يمكن أن يخفض درجة تكرار النوبات لدى بعض الأشخاص. وتدعو الحاجة لإجراء مزيد من الدراسات للتأكّد من قيمة التغذية الاسترجاعية الحيوية في علاج الصرع. وقد تعمل الأساليب غير الطبية على تحسين التحكم بالنوبات لدى بعض الأشخاص إلا أنه يجب عدم الخضوع لها بدون علم الطبيب الذي يصف المضادات للتشنج. ويجب عدم التوقف عن استخدام المضادات للتشنج فجأة تحت أي ظرف من الظروف نظرا لأن ذلك قد يعجل في تحويل النوبات إلى نوبات مزمنة وخطيرة تهدد حياة الشخص.
نظام غذائي خاص للمصابين بالصرع
إن إتباع نظام تغذية جيدة وأسلوب حياة صحي قد يساعد في الحفاظ على تحكم أفضل للنوبات، فحدوث تغير حاد في الوزن قد يسبب عدم توازن كيميائي أو استقلابي وهذا يستلزم استشارة الطبيب. مع أن بعض الأدوية المقاومة للصرع قد تؤدي إلى نقص غذائي لدى بعض الأشخاص إلا أن إتباع نظام غذائي جيد يحول عادة دون ذلك.
المقصود بالنظام الغذائي الخاص المسمى بمولِّد الكيتونات
هو نظام غني جدا بالدهون والزيوت إلا أنه يفتقر للبروتينات والكربوهيدرات وأن تناول كمية كبيرة من الدهون والزيوت يؤدّي إلى زيادة الأجسام الكيتونية في الدم وهو عامل يقلّل من حدوث النوبات. إن هذا النظام يقوم على تحديد السعرات الحرارية والسوائل، وهو نظام فعَّال للأطفال ولكنه يحتاج إلى إعداد دقيق وإلى تقيد صارم به. ومع أن هذا النظام يتطلب التزاما فعالا لكي ينجح إلا أن كثيرا من الأطفال تمكنوا من السيطرة بقدر كبير على النوبات من خلاله. وقد يتمكن البعض من تخفيض أو التخلص من العقاقير المقاومة للصرع. عند استخدام هذه النظام كعلاج يجب أن يكون تحت إشراف طبي.
ساحة النقاش