تصنيف الهوس:
هناك ثلاث درجات للهوس، إلا أنها كلها تشترك في الخصائص الأساسية وهي النشوة الفائقة والنشاط الحركي والفكري المفرط.
أولاً: الهوس الخفيف:
وهو أخف أشكال الهوس، ومن أعراضه المرح المتوسط، والنشاط الواضح المعتدل، وهروب الأفكار الخفيف، والتسرع، والتسرع المفرط. ولا يصاحبه هذايان أو هلاوس، ويستمر لعدة أيام. و يعتريه إحساس قوي بكمال قوته الجسمانية والعقلية. ويصبح اجتماعياً فائقا ً، ثرثاراً ، شديد الشراهة الجنسية، عازفاً عن النوم.
ثانياً: الهوس الحاد:
واهم أعراضه السلوك الصاخب، والعنف، وسرعة الأفكار، والنشاط الزائد جدا، والكلام السريع الجامح، ويكون هناك رغبة أقل في النوم، ويكون المريض غير مركز ومشتت الانتباه، بالإضافة إلى وجود الهلاوس والأوهام. كذلك يبدو عظيم الثقة بالنفس وشديد التفاؤل.
ثالثاً: الهوس الهذياني:
أعراضه هي أعراض الهوس الحاد مضافا إليها الخلط وعدم الترابط واضطراب الوعي واضطراب التوجيه (بالنسبة للمكان والزمان والأشخاص). ويفلت منه زمام حديثه بحيث يصعب على الآخرين فهمه. ويرتفع نشاطه الجسمي ويقل نومه بدرجة كبيرة و يتسم بالعدوانية ويؤدي إهماله لأكله وشربه ونظافته الشخصية إلى إصابته بالجفاف وبحالة هذيانية.
مدي حدوث الهوس
يحدث الهوس لدى الإناث أكثر منه لدى الذكور.
أسباب الهوس:
- وجود صراع بين الأفكار الداخلية غير السارة، وتكون حالة الهوس شكلا من أشكال حيل الدفاع كتعويض وكوسيلة نسيان.
- الفشل والإحباط ونقص الكفاية، ومحاولة إنكار ذلك عن طريق لعب دور النجاح والكفاية.
- وجود مشكلات يهرب منها الفرد خارج نفسه لينسى ويبعد عن القلق.
- أسباب بيولوجية: يصاحب الاكتئاب ازدياد في نشاط التفاعلات الهرمونية في منطقة محور تحت المهاد (النخامية) فوق الكلوية، الذي يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول من فوق الكلوية. كما أن هبوط إفراز هرمون تنشيط الدرقية، وهرمون النمو، وهرمونات تنشيط وظائف الخصيتين والمبيضين يسبب تدني الوظائف المناعية لتلك الهرمونات والغدد، مما يؤدي بالتالي إلى أدوار من الهوس والاكتئاب.
- أسباب كيميائية : عندما يوجد اضطراب في الأمينات الحيوية ( نوراداينالين، سيروتونين ، دوبامين)، نجد نقصاً في تلك الأمينات في حالة الاكتئاب، وازدياد في حالة الهوس.
- أسباب وراثة: ترتفع نسبة حدوث اضطرابات المزاج في أسر المصابين بالاكتئاب أو الهوس. ويظهر الاضطراب في أفراد الأسرة على النحو التالي :
- أسباب نفسية اجتماعية: قد تظهر أعراض الهوس هنا لمن يملك الاستعداد الوراثي أو البيولوجي.
أعراض الهوس:
- المرح الشديد، والسعادة الوهمية المفرطة، والنشوة الزائدة، والتفاؤل المفرط، والتحمس الزائد.
- هروب وطيران الأفكار، وسطحية التفكير، والسلاطة الفكرية وتشتيت الانتباه، وعدم القدرة على التركيز، وتوهم الغنى والقوة والأهمية والغرور الزائد.
- النشاط الحركي الزائد، وعدم الاستقرار، وزيادة التوتر، وعدم المثابرة على العمل.
- النشاط الاجتماعي والانطلاق الزائد، والإسراف والكرم المفرط ، والتبرج الزائد والتزين المفرط، ولامبالاة بالمعايير الاجتماعية وعدم مراعاة مشاعر الآخرين، ونقص النقد الذاتي.
- سرعة الاستثارة والتهور والسلوك التخريبي أحيانا.
- الإرهاق والإنهاك ونقص الوزن.
- الشراهة والإدمان (في بعض الحالات).
- اضطراب النوم بصفة عامة حيث ينخفض عدد ساعات النوم الكلي في الهوس.
- سرعة ضربات القلب وفرط العرق، والإنهاك واحمرار الوجه، واهتزاز الأطراف، واضطرابات الإخراج، واضطراب الحيض.
مسار الهوس:
- تستمر نوبة الهوس (3-6) شهور إذا لم تعالج.
- متوسط عدد النوبات (10 نوبات).
- يصاب 80-90% من مرضى الهوس بنوبة اكتئاب جسيم على المدى الطويل. و يكون احتمال تكرار نوبة الهوس مرة ثانية خلال سنوات العمر القادمة 90%.
علاج الهوس:
يحسن علاج مرض الهوس(وخاصة الحاد) في المستشفي. وفي حالة الهياج الشديد يجب عمل حساب ذلك بوضع المريض في مكان منفصل مع رعاية تمريضية خاصة.
1- العلاج الدوائي :
- العقاقير الطبية وخاصة المهدئات للسيطرة على التهيج، وتستخدم المنومات مثل: دورميل وتستخدم شوارزين لإحداث أكبر قدر ممكن من النوم.
- أملاح الليثيوم تؤدي إلى تحسن 60 % من المرضى. ويضاف إلى الليثيوم مضاد للذهان في نوبات الهوس الحادة، لأن مفعوله لا يظهر إلا بعد (7-10 )أيام. ولا بد من استعماله لفترة 4 أسابيع قبل استعمال دواء آخر، إذا لم يؤدي إلى التحسن خلال تلك الفترة.
- ويعطى المريض جرعة من الدواء توصل تركيز الليثيوم في الدم إلى نسبة تتراوح بين 0.8 - 1.2 ميللي مكافئ للعلاج و 0.6 - 0.8 للوقاية من الانتكاس.
- ويستخدم الليثيوم في علاج ازدواج القطبية / اكتئاب وللوقاية.
- لا بد من إخضاع المريض لمجموعة من الفحوصات قبل العلاج: وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، الحمل، أملاح الدم، رسم قلب.
- بدائل الليثيوم : مضادات الصرع مثل Carbamazepine و Sodium Valproate ومركبات أخرى.
- الجلسات الكهربائية: وتستخدم إذا كانت نوبة الهوس شديدة وتهدد حياة المريض، ويحتاج المريض إلى 6-8 جلسات.
2- العلاج النفسي:
وبعد التحكم في نوبة الهوس باستخدام الأدوية أو الصدمات الكهربائية يبدأ العلاج النفسي لاستكشاف النواحي المرضية في الشخصية، ومشاعر الوحدة وهبوط احترام الذات أو قيمة الذات، وتكوين ردود الأفعال التي تؤدي إلي الشعور بالقدرة على فعل شيء والسيطرة والتحكم، وحل مشكلات المريض.
ويهدف العلاج النفسي أيضاً إلى تبصير المريض بحالته بعد أن يكون قد عاد لوضعه الطبيعي، وتعليمه كيف يستعمل العلاج وكيف يتكيف مع الاستعمال الطويل والتعرف على الحالة عند الانتكاس والتصرف فيها.
كما قد يشمل العلاج النفسي بقية أفراد الأسرة، خاصة وان هذا الاضطراب له طابع وراثي وعند الانتكاس قد يؤثر المريض في باقي أفراد الأسرة بسلوكه مثل الإيذاء الجسدي والنفسي.
وفي بعض الأحيان يتم الشفاء التلقائي من الهوس في مدة تتراوح بين 6-18 شهرا ولكنه يعود مرة أو مرات على فترات متفاوتة الطول، يبدو الفرد أثنائها في الظاهر سويا . وقد يكون السلوك العادي مجرد عبور من نوبة أو من دور هوسي الي دور اكئتاب.
وفي حالة أزمات الهوس وعدم الاستجابة لعلاج الأدوية والصدمات الكهربية والعلاج النفسي يلجأ الأطباء كحل أخير إلى الجراحة النفسية ( قص الفص الجبهي).
المصادر:
- منتديات مستشفى الصحة النفسية ببريدة
- موقع فريق النجاح
ساحة النقاش