يستطيع الإنسان أن يتواصل مع الغير بعدة طرق، قد يكون أهمها النطق والمحادثة الشفوية ولكن هناك طرق أخرى من التواصل قد تكون موازية للمخاطبة بالنطق؛ فالشخص يستطيع أن يعبر عن شيء بنظرة من عينه أو بتغيير في علامات وجهه أو بإشارة من يده، وكل هذه هي أساليب مختلفة للتواصل بين الأشخاص، إضافة إلى أساليب التكنولوجيا الحديثة في التواصل كالتخاطب باستعمال الوسائل الإليكترونية والكمبيوتر.
ومما لشك فيه أن الإنسان و خاصة الطفل يتفاعل أكثر عندما يجد من يفهمه، وكلما زاد التواصل والفهم زاد تفاعل الطفل وزادت رغبته في تعلم المزيد واستطاع أن يكتسب مهارة جديدة.
لذلك  فتوفير المحيط المتفهم والمتفاعل  للطفل في البيت والمدرسة والشارع  يساعد في نمو العلاقات وينمي لغة التواصل.
ومع أن هناك مشاكل مشتركة وعامة في التخاطب والتحدث لدى الأطفال، إلا أن  أطفال متلازمة داون ليس لديهم مشكلة خاصة بهم من هذه الناحية، فما يعانون منه من ناحية التخاطب يعتبر من الأمور الشائعة لدى كثير من الأطفال بشكل عام؛ فقدرة أطفال متلازمة داون على فهم ما يقال (لغة الفهم) أعلى من قدراتهم على التحدث والتعبير عن  أنفسهم أو ما يريدون قوله (لغة التعبير).
لذلك  فمن الأمور الشهيرة بين  الأطباء أن لغة التعبير في معظم الأحيان أصعب من لغة الفهم لدي الكثير من أطفال ذوي الحاجات الخاصة، وإذا نظرنا إلى لغة التعبير لوجدنا أن أطفال متلازمة داون يسهل عليهم اكتساب مفردات جديدة أكثر من استطاعتهم ربط هذه المفردات والكلمات لتكوين جملة صحيحة من ناحية القواعد، فقد يعاني البعض منهم من صعوبة ترتيب الكلمات في الجملة الواحدة وبشكل صحيح  أو لديهم صعوبة في إخراج الكلمة أو النطق بالكلمة بشكل واضح أو ليهم في فصاحة ووضوح النطق؛ فبعض أطفال متلازمة داون لديه القدرة على التحدث مع الغير باستخدام جمل قصيرة ومحدودة المفردات(الكلمات) وقد يستطيع غيرهم ممن لديه متلازمة داون الحديث واستخدام جمل طويلة وبها مفردات متعددة؛ فهناك تفاوت في مقدرة أطفال متلازمة داون بعضهم البعض. ومع ذلك فما يعاني منه أطفال متلازمة داون من صعوبات في التخاطب والتحدث يعاني منه الكثير من أطفال ذوي الحاجات الخاصة، وهذا يعني أن المتخصصين في مجال علاج النطق يستطيعون استعمال خبراتهم وقدراتهم في علاج مشاكل التخاطب في الأمراض الأخرى وتنفيذها لمساعدة أطفال متلازمة داون.

ومع ذلك فيجب تصميم برامج للعلاج بشكل فردي مبني على قدرات ومهارات الطفل الغوية بعد التقييم الكامل له، ومن المهم إشراك العائلة في برنامج العلاج، فعائلة الطفل والمدرسة وأصدقاء الطفل ومن يحتك به مباشرة يستطيع كلهم المشاركة لضمان نجاح البرنامج العلاجي. ويستطيع أخصائي علاج النطق (التخاطب) إرشاد وتطوير لغة التواصل والتخاطب لدى الطفل للوصول أي مستوى كافي من القدرة على التخاطب والتواصل مع الغير.وبما أن اللغة جزء من حياة الطفل اليومية فيجب أن تمارس هذه اللغة و تدعم وتعلم كجزء من الحياة اليومية كما هو الحال في تعلم الأكل والشرب والعناية اليومية بالنفس.

وخلال مرحلة الدراسة يجب أن يكون علاج التخاطب والنطق متعلّق بالمرحلة التعليميّ للطفل و حاجاته في التواصل في للفصل وحاجات المواد التي تدرس له، كما ينبغي أن يلبى علاج النطق عن الحاجات اليومية للطفل بخصوص أنشطة المجتمع ممن حوله وميول لطفل وعائلته من الناحية الدينية والثقافية، وكما أن علاج النطق يكون من خلال جلسات خاصة مع أخصائي التخاطب والنطق فإنه ينتقل مع الطفل خارج هذه الجلسات في البيت والشارع.
كما أن مساعدة الطفل بالاحتكاك والاندماج واللعب مع الغير ينمي قدرات التخاطب والتحدث لذلك يجب وضع برنامج يساعد الطفل في الاندماج مع من حوله، وعلى طول مراحل العمر من الطّفولة إلى البلوغ، قد يحتاج الطفل إلى علاج للنطق لأشياء كثيرة ومتنوّعة، كما قد تحتاج العائلة إلى المعلومات المستمرّة و الموارد والتوجيه للعمل مع الطفل في البيت. وفي مراحل النمو المختلفة، قد يحتاج الطفل إلى إعطائه برامج تدريبية في المنزل.
المصدر: http://www.werathah.com/

erada

شبكة إرادة لذوى الإعاقة

  • Currently 237/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
80 تصويتات / 3338 مشاهدة

ساحة النقاش

إرادة

erada
شبكة إرادة هي إحدى شبكات كنانة أونلاين المعرفية المتخصصة لذوي الإعاقة بما يحقق لهم ولذويهم اكتساب خبرات معرفية ومهارات عملية وسلوكية عن طريق استخدام أدوات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

5,529,227