برنامج العلاج الشامل للنطق واللغة هو برنامج مصمّم بشكل فرديّ ليلبي احتياجات الطفل في مجال التواصل والتخاطب، وهنا نستعرض بعض من الخطوات التي يمكن أن تنفذ في برنامج علاج التواصل والتخاطب الشامل في مراحل مختلفة من العمر.
إن أهمّ تدخّل يحدث في هذا العمر يكون في البيت، على أن يكون العلاج موجه إلى الوالدين في المقام الأول؛ ففي كل جلسة يحضر الوالدان لمتابعة العلاج ويناقشا كل التدريبات التي يقوم بها مشرف العلاج.
هنا يتم التركيز على برنامج التنشيط الحسّيّ إذا كان الطفل رضيع عن طريق القيام بأنشطة تعزز وتنمي المهارات السمعية والبصرية والحسيه إضافة إلى زيادة الاستكشاف الحسي (عن طريق جعل الطفل يستكشف ماذا يحدث عند القيام بعمل ما ) والذاكرة، سوف يتعلم الطفل ماذا يشبه صوت الجرس وعن فرق الملمس بين القطن والخشب عندما يلمسهما. إنه من المهم متابعة سمع جميع الأطفال المصابين بمتلازمة داون، حيث يزداد عندهم حدوث التهاب الإذن الوسطى ( Robert و Medley ، 1995 ).
وفي أحدث الأبحاث المنشورة ( Gravel و Wallace،1995 ) هناك علاقة قوية بين التهاب الآذن الوسطى (الرشح و السوائل في الآذن الوسطى مع وجود أعراض التهاب آو بدون ) وبين نمو اللغة و الإنجاز الأكاديميّ للطفل .
إن بعض التأخر في اكتساب اللغة والتي تشاهد في أطفال متلازمة داون قد تعزى إلى وجود التهاب في الآذن الوسطى، وبمقدور طبيب الأنف والآذن والحنجرة مع أخصائي تخطيط السمع متابعة الحالة السمعية ومعالجة رشح السوائل في الآذن، حيث أن الكلام وظيفة مكتسبة بالنسبة للبشر، ويعتمد العلاج هنا إلى حد كبير على التغذية وتمارين المضغ والبلع؛ فهو علاج التكامل الحسّيّ و العلاجات المتكاملة الأخرى ذات التأثير الإيجابي على التخاطب والنطق.
الكثير من الأطفال الرضع و الأطفال الصغار(المسمون بالدارجين أي الذين بدءوا تعلم المشي) أجسامهم حسّاسة جدًّا للمس، لا يحبون آن يلمسوا، ولا يحبون تفريش الأسنان لا يحبونّ ملمس بعض الأطعمة المعيّنة أو ربّما بعض الخلطات من الأطعمة، ويصطلح الأطباء على تسمية هذا الشعور بالدفاع الحسي(Tactilely Defensive) .لقد وجد أن القيام بمساج للفمّ و تنشيط العضلة مباشرة و برنامج تطبيع للفم (أي إرجاع الفم لحالته الطبيعية) يساعد الأطفال بشكل واضح لتحمل لّمس شفاههم و منطقة اللّسان، حيث يبدأ برنامج المساج في الأذرع و الأرجل حتى يصل تدريجيًّا خطوة خطوة نحو الوجه ثم الفم بشكل خاص، يمكن الرجوع لتفاصيل عمل المساج والبرنامج في المقالة التي نشرت للدكتور كومين و تشاب مان(Kumin و Chapman ، 1996). ووجد أن الأطفال بدءوا بالمناغاة وإخراج الأصوات المختلفة بعد إجراء تطبيع للفم، وبعد القيام بهذه الخطوة وبمجرّد أن يسمح الطفل بلمس فمه وشفتيه ولديه القدرة بتحريك فمه لنطق الكلمات يبدأ ببرنامج مهارات عضلات الفم، هذا وقد يشمل التدريب بالنفخ والتصفير و نفخ فقاقيع الصابون و الماء، وتحريك الفم والوجه بأشكال مضحكة وتقليد الأصوات الغريبة والمضحكة لتقوية عضلات الوجه والفم، وبوجهٍ عامّ يقوم معلم النطق بتعديل في أسلوب وأنواع هذه التمارين بناء على ما يقوم به الطفل .
إن الأساس في عملية التواصل والتخاطب هو التفاعل الاجتماعي، و بعض المهارات العامة مثل تبادل الأدوار في الحديث بين الطفل ومدربة (كان يتحدث المعلم ثم يقول للطفل الآن هذا دورك في التحدث..) فمن الممكن تدريب الطفل لكي يتعلم أن التحدث يحدث بالدور وهو صغير عن طريق العب والتقليد والتمثيل MacDonald) 1989 )، فلعبة الاستغماية (وتعرف بأسماء مختلفة لدى الناس وهي باختصار تغطية الوجه بورقة ثم إظهار الوجه للطفل بشكل تمثيلي) و إعطاء الطفل لعبة لفترة معينة ثم يأخذها المدرب ليلعب بها، كل هذا ينمي أهمية الدور لدي الطفل في وقت مبكر و قبل أن يتحدّث الطفل الكلمة الأولى ( Kumin ، 1991 ).
إن أطفال متلازمة داون بين الشهر الثامن إلى نهاية السنة الأولى من عمرهم لديهم قدرة جيدة للتعبير عن ما يريدون، أما الأطفال الأكبر من هذا السن فإنهم يعانون ويكابدون ويجدون مشقة في أن يفهمهم الغير فتنتج لديه عقدة أو عقد عند التحدث، لذلك من الضروري إيجاد طريقة مؤقتة للتخاطب حتى
تنمو مراكز التواصل والتحدث في المراكز العصبية في المخ.ومن ثم تزداد مهارات وقدرات الطفل في التواصل والتخاطب مع الغير للتقليل من تأثير هذه المعاناة على الطفل في المستقبل (Gibbs و Carswell،1991). ومع أن التخاطب والتحدث عن طريق النطق من أصعب الطرق في التواصل لدى أطفال متلازمة داون إلا أن 95% من هؤلاء الأطفال يستخدمون المحادثة عن طريق النطق في المقام الأول للتواصل مع الغير. وهذا لا يمنع من استخدام أساليب مؤقتة في التخاطب كالتخاطب الكامل (عن طريق استعمال الإشارة والنطق معا ) أو التواصل باستعمال لوحات التخاطب ( لوح به رسومات معبرة عن بعض الكلمات) أو التواصل باستعمال الكمبيوتر أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى، إلى أن يصل الطفل إلى مرحلة التخاطب بالنطق. ولقد أظهرت الأبحاث أن أطفال متلازمة داون يستغنون عن طريقة التخاطب بالإشارة تلقائيا عندما يكتسبون القدرة على نطق الكلمة المرادة.
المصدر: http://www.werathah.com/
ساحة النقاش