تنمو مهارة التواصل والمحادثة بشكل سريع خلال سنوات الدراسة
الابتدائيّة، لذلك فمن الممكن أن يتعاون أخصائي النطق والمحادثة مع مدرس الفصل؛ فتصبح المواد المقررة في الفصل هي التي يركز عليها في تنمية مهارة التواصل والتحدث. فيستفاد منها في إعداد وتحفيز الطفل على التعلم وفي نفس الوقت في حل الصعوبات التي يواجهها الطفل في بعض المواد. ألا ترى أن هذا متفق مع ما يقوم به الطفل خلال اليوم؟ إن نجاح الطفل داخل الفصل يعزز من الثقة بالنفس ويالتالي يزيد من القدرة على التواصل مع الغير.
يصبح العمل في تطوير اللغة الاستيعابية أكثر تفصيلا (Miller، 1988 )، فتشمل إتباع الإرشادات المتعددة الأوامر، المشابه للتوجيهات والإرشادات التي يتلقاها الطفل في سلّم المدرسة، أما من جهة اللغة التعبيرية فتشمل تمارين الفهم و القراءة و الأنشطة التجريبيّة، ومراجعة بعض الكلمات لتعزيز فهم الطفل لمعانيها. و تركيبة الكلمة والجملة ( أجزاء الكلمة مثل الجمع والمثنى ) والنحو المستعمل في التحدث ( القواعد نحويّة ) .
كان يمكن أن يركّز علاج اللّغة التعبيرية على طرح مواضيع أعمق من ناحية المفردات المتشابه و المختلف من ناحية الشكل و النحو، كما يمكن تطوير لغة الاستيعاب لتشمل زيادة طول الكلمة المستعملة في التحدث، والاستمرار في استعمال اللوحة الماشية، وعمل البروفات المتكررة والسّيناريوهات للأجل تطويل الكلمة المستعملة، هذه كلها قد تفيد في تسهيل استعمال هذه الكلمات عند التحدث.
إن اللغة العملية مهمّة جدًّا أثناء هذه المرحلة، فالهدف هو استعمال مهارات الاتّصال في الحياة اليومية في المدرسة، في البيت، و في المجتمع، و قد يشمل العلاج مهارات التّفاعل الاجتماعي مع المدرّسين و أقران الطفل،
ومهارات المحادثة، وطريقة طلب الأشياء ، وطلب المساعدة من المدرس عندما لا يفهم الطفل المادّة في المدرسة، و كيف يوضّح الطفل كلامه عندما لا يفهمه الغير، وما إلى ذلك، و كلما نضج الطفل وكبر، تغيرت معه أساليب المحادثة عن أمور الحياة اليومية، وعليه يجب أن يساير البرنامج العلاجي حاجات الطفل في التواصل في كلّ مرحلة من عمره.
يستهدف العلاج في هذه المرحلة مهارات التحدث مع التركيز على وضوح النطق والتحدث بكلام مفهوم (Swif & Rosin، 1990 )، ومن المهم القيام بتحليل للتوصل لمعرفة مناطق القوة والضعف في حركات الفم لتحديد ما يحتاجه الطفل، فعلى سبيل المثال، هل لدى الطفل ضعف أو ارتخاء في العضلات المحيطة بالفم؟ هل لديه صعوبة في التّوافق العضليّ؟ هل لدية صعوبة التخطيط لأداء الحركات العضلية (Motor Planning ) ؟ هل للصوت وطلاقته تّأثير على وضوح الكلام؟ تعطى هذه النقاط الأولوية في العلاج بشكل فردي إذا كان لها تأثير على قدرة الطفل في التواصل.
هناك عدة طرق كثيرة ومختلفة لعلاج النطق والتخاطب يمكن أن تستخدم، و البعض منها يمكن إدخالها مع بعضها البعض كجزاء من برنامج متكامل يصمم لطفل بشكل فردي.
يمكن أن يصمم البرنامج العلاجي بناءا على أساس مهارات الطفل اللغويّة، لذلك قد يكون هناك أهداف محددة في البرنامج تغطي علم الدّلالة(semantic ) و الشكل (Morphology) و النحو (Syntax ) و الأساليب العمليّة للّغة (pragmatics) والصوتيات (phonology) .
وقد يركّز العلاج على نواحي أخرى، لذلك فالعلاج قد يستهدف مهارات سمعيّة أو تخاطبية و مهارات النطق وحركة الفم واللسان، ومن الممكن استعمال التدريب على مهارة معينة، مثل قراءة، لدعم وتقوية مهارة أخرى كاللغة التعبيرية أو الشفوية أو لغة الكتابة.
ومن الممكن أن يعدل البرنامج فيجعل البرنامج على أساس المقررات التي يدرسها الطفل في المدرسة، ففي هذه الطّريقة تستعمل المفردات التي يحتاجها الطفل لتعلم و النجاح في مادة العلوم.و يمكن أن يكون التّدريس مقدّمًا فيتعلم الطفل مقدما الكلمات والمفردات والمهارة الغوية التي سوف يحتاجها الطفل في المقرّر المدرسية، فيتعلم الطفل تفاعلات التي يمكن أن تحدث في الفصل، كيفية إتباع الإرشادات والقواعد و الرّوتين المتعارف بها في داخل الفصول، و المهارات التعامل مع الأطفال الآخرين .
كما يمكن أن يكون برنامج العلاج الذي يعتمد على المقررات الدراسية برنامجاً يبنى على الصعوبات الحقيقية والآنية التي يوجهها الطفل في الفصل،عن طريق إعطاء دروس إضافية و متكررة لمساعدة الطفل في معرفة مهارات المذاكرة والطرق التي من الممكن أن يسلكها الطفل لتجاوز
العقبات ولكي يصل إلى الأهداف المرجوة من المادة التي يدرسها. ويمكن أن يقترح أخصائي النطق والتخاطب الاستراتيجيّات التّعويضيّة الداعمة للطفل،مثل جلوس الطفل في مقدمة الفصل، والطلب من المدرس إعانة الطفل بالرسومات التوضيحية أو المقربة للفكرة، والطلب من أحد الطلاب في الفصل أن يكون مساعداً للطفل في فهم بعض الأمور.
الطريقة الأخرى في تعلم النطق والمحادثة هي تعلم اللغة بشكل متكامل ومترابط ويسمى اللغة الكليّة، فتعلم القراءة، والكتابة والفهم والتخاطب كلها مع بعضها البعض، تعليم الكلي لا يعلم على شكل وحدات لغوية منفصلة كالتركيز على الجمع وحالات الفعل، ولكن تدرس كقطع كبيرة مبنية على استعمال خبرات الحواس المختلفة لتعليم وفهم المبادئ ويعتمد التعلم بهذه الطريقة على كتب تحتوي على مواضيع تعلم جميع المهارات اللغوية مع بعض فمثلاً كتاب عن الطقس قد يعلم الطفل طريقة قراءه النشرة الجوية، كيفية بناء محطة رصد جوي، أو رسم صور أو اخذ صور فوتوغرافية لل
أجواء مختلفة من الطقس.
ويوجد طريقة لتنمية اللغة والتخاطب وتركز على اللغة العملية(pragmtics)، تسمى الاتصال في السياق وهي في العادة تستعمل في الفصول الدراسية التي يوجد بها معامل ليتفاعل فيها جميع المشاركين في الدرس (الطفل، المدرس، بقية الأطفال) في أوضاع وحالات مختلفة، قد يعمل العلاج على شكل سّيناريوهات وقد يساعد الطفل بطلب منه ملء الفراغات كمثال ليساعده ليتعلم ويتواصل بشكل جيد مع ناس معينين أو أوضاع وحالات معينة .
إن تعليم المحادثة والنطق عبارة عن طرق وأساليب مختلفة لكل واحدة منها أهداف معينة ويدخل فيها نشاطات مختلفة إن الهدف هو الحصول على طريقة أو طرق لتساعد كل طفل في التخاطب والتواصل مع الغير.
المصدر: http://www.werathah.com/
ساحة النقاش