هذه الاتجاهات التي تأخذ أحد الأشكال الاسمية (الإنكار – الإخفاء والتبرير- التقبل) بيد أن الإنكار والتبرير هما اللذان يحتلان المرتبة الأولى في بداية علاقة الأسرة بإبنها المعاق.. ثم يأتي التقبل والاعتراف بالحالة في مرحلة لاحقة يختلف مداها الزمني من أسرة لأخرى.. ومن هنا كان إنكار الحالة ومحاولة إخفائها وتبريرها أمرًا مشتركًا لدى غالبية الأسر لا يختص بأسرة بعينها ولا يجب أن يستدعي مشاعر اللوم فالمشكلة ليست في تأخر الأسرة بالاعتراف بحقيقة إعاقة ابنها بقدر أهمية اعترافها بهذه الحقيقة في الوقت المناسب.
فمتى قبلت الأسرة بوجود درجة إعاقة لدى ابنها تكون قد كسبت نصف المعركة من أجل سعادته وتنمية قدراته ومهاراته، على أننا يجب أن نأخذ في اعتبارنا أن سعادة ابننا المعاق لن تكون من النوع الذي قد يسعدنا نحن كآباء، أو كما نود أن نرسمها له لأننا إذا نظرنا إلى مشكلته من خلال معاييرنا نحن فإننا سننجح فقط في جعله يائسًا، تعيسًا، غير قادر على الاستفادة من تلك القدرة من القدرات التي منحها الله له.
فقد يستطيع الابن المعاق الاستمتاع بالرضا الذاتي إذا اتبعنا الآتي:
- إذا لم يحط من قيمة عمله البسيط بل نشجعه ونعتبره إنجازًا يستحق الفخر.
- إذا وضعنا له أهدافًا يمكنه تحقيقها والوصول إليها.
- إذا عاوناه في خطوات التدريب التي يستطيع أداءها أكثر من تلك التي يعجز عنها.
- إذا حرصنا على تكرار وتكرار وتكرار المعلومة والخبرة التي نرغب في تعليمه إياها بأكثر من مرة وبأكثر من أسلوب وطريقة وباستخدام وسائل معينة تنبه أكثر من حاسة لديه وذلك بلا ملل أو ضجر.
- إذا أتحنا له الفرصة للمحاولة مهما تكرر الفشل فمن الأفضل أن يحاول حتى ولو فشل من ألا يحاول على الإطلاق.
- إذا حرصنا على مساعدته لتعويض إعاقته من خلال فتح مجال يتلقى فيه التعلم المناسب لقدراته واحتياجاته.
- إذا أعطيناه حنانًا صادقًا بالرغم مما يعانيه من نواحي قصور وبصرف النظر عن مقدار ما حرم منه فإنه لا يزال يحتفظ بالكثير من القدرات والإمكانات التي يمكننا صقلها وتربيته عليها.
- إذا عاملناه كما نحب أن يعامله أفراد المتجمع، فاتجاهاتنا وأسلوب معاملتنا هما اللذان يشكلان اتجاهات وأسلوب تعامل أفراد المجتمع معه.
المصدر:
- مجلة خطوة العدد 25 سبتمبر 2004
- د. أحمد عبد الرحيم العمري - مدرس علم النفس – كلية رياض الأطفال – جامعة القاهرة
ساحة النقاش