العناد ظاهرة معروفة في سلوك بعض الأفراد والأطفال.. و"العناد" سلوك موجود عند الناس بنسب متفاوتة يبدأ من الإصرار على الموقف ويتفاقم إلى درجات أعلى ويصبح ظاهرة تستحق أن يطلق عليها صفة "العناد" حينما يصل إلى درجة حادة من التصلّب في الرأي وفرضه على الآخرين.. ويتميز "العناد" بالإصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه، وهو من اضطرابات السلوك الشائعة، وقد يحدث لمدة وجيزة أو مرحلة عابرة أو يكون نمطاً متواصلاً وصفة ثابتة وسلوكا في شخصية الفرد ولهذا فإن "العناد" حينما يوصف به سلوك معين، فإن المقصود يتّجه مباشرة إلى الصفة السلبية في ذلك السلوك.. لذا يطلق على الشخص بأنه إنسان "عنيد" أو رأسه "ناشف" أو "يابس" سواء كان رجلاً أو امرأة.


و"العناد" نوعين: أولاً "العناد" هو الإصرار وتصلب الرأي وله نوعان من الصفات هو المحمود والمنبوذ.

أما المحمود وهو التصلب على الحق ويكون لنحن.. والمنبوذ التصلب على باطل ويكون للأنا العظمى في الإنسان... فالأول يكون فيه أجر والثاني يكون قد خسر الأجر ويكون فيه غدر في قرارة نفس العنيد للمنبوذ يعترف ويقر، ولكن "يعند" لجهل ما بمقتضيات الأمر.. والجاهل عدو نفسه فيخسر هو ويخسر غيره، المهم أنه "يعند" فقط من أجل فرض رأيه هو وإصراره على ذلك الرأي. والمعاندين للمنبوذ يكونوا إما للجاه.. أو العظمة أو مرض أو جهل.. ولكن لا يكون محبوباً عند الناس.. أما المحمود يكون صاحبه الكل يتهافت عليه ويحبه عامة الناس.




وحول الشخصية "العنيدة" ومدى ارتباطها بالجوانب الوراثية، والعوامل المؤثرة في سلوك "العناد" أو العنيد عند الناس العاديين ممن لا يعانون من أمراض سيكولوجية أو ذهنية.. والدوافع المرتبطة بـ "العناد" قد تكون مرتبطة بالشخص نفسه من حيث تكوينه الثقافي وطريقة تنشئته الاجتماعية ومستوى الوعي عنده.. وقد تكون مرتبطة بعناصر خارجية كالضغط الاجتماعي الناتج من المنصب أو المكانة التي يتبوأها ذلك الشخص المسؤول، أو كالتحدّي عندما يتحدى كل شخص الطرف الآخر الذي يبرز عن طريق المواجهة أمام الجمهور في مواقف شتى. ويصبح "العناد" هنا وسيلة لاستعراض القوة بمفهومها الجماهيري والشخصي وما تتطلبه من قيم تتعلق بدحر الخصم وإعلان الانتصار عليه بتصلبه وفرض رأيه عليه وعلى الآخرين بطريقة "دكتاتورية" ظهارة للعيان.. لذا يكون "عناد" مقتصر على رفض رأي الطرف الآخر، وهذا قد يكون بسبب اعتزازه برأيه مقابل التقليل من رأي الآخرين الذين ربما كان يستصغرهم في العمر أو في الخبرة العملية والحياتية أو يستهزأ أو لتلك "الأنفة" التي يمتاز بها. أو وقد يكون سبب رفضه عائداً إلى تصرف الشخص دون علمه في أشياء تخصه أو في أشياء أخرى ويضعوه أمام الأمر الواقع.. لذلك أراد إعطاءهم درسًا من دروس "العناد" في هذه المرحلة يكون مايزال تحت عوامل شخصيته "العنيدة" المتجبرة والمتكبرة في بعض الأحيان. ولكن حينما يتدخّل الآخرون في الموضوع يجد الشخص نفسه تحت ضغوط اجتماعية خارجية وحتى لو تأكد له عدم صحة رأيه، فقد يتمسك على رأيه لكي لا يظهر أمام الناس بضعف شخصيته و"أن كلمته صارت كلمتين" أمام الناس والمجتمع أو أصبحت شخصيته مهزوزة وضعيفة في نظر الآخرين.

erada

شبكة إرادة لذوى الإعاقة

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 5575 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2013 بواسطة erada

ساحة النقاش

إرادة

erada
شبكة إرادة هي إحدى شبكات كنانة أونلاين المعرفية المتخصصة لذوي الإعاقة بما يحقق لهم ولذويهم اكتساب خبرات معرفية ومهارات عملية وسلوكية عن طريق استخدام أدوات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

4,755,323