الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو مرض دماغي يؤثر على مزاج المريض حيث يسبب تقلباً غير طبيعي في مزاج المريض وطاقته ووظائفه وجميع جوانب حياته. وعلى الرغم من أننا جميعاً قد نعاني من تقلب في المزاج فنشعر لفترة بالنشاط وارتفاع الهمة وانبساط المزاج أو الفرح والطرب لأمر ما.. وفي المقابل تمر علينا لحظات نشعر فيها بالضيق وتعكر المزاج وانشغال البال خاصة عندما نواجه ضغوط الحياة ومآسيها.
لكن المصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب أمره مختلف.. فالأعراض التي يعاني منها أكثر شدة وقد تؤدي إلى فقدان وظيفته وتحطم علاقاته الاجتماعية..
مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يعاني من هجمات متكررة (في معظم الأحيان) من حالتين مختلفتين من المزاج..
الحالة الأولى: حالة الهوس..
وهى حالة من ارتفاع المزاج وانبساطه حيث الفرح الزائد عن الشكل الطبيعي والنشاط المبالغ فيه وقلة الحاجة إلى النوم وعدم التعب. يرافق ذلك نشاط ذهني حيث تكثر الخطط والمشاريع التي يريد القيام بها.. بل قد يبدأ بتنفيذها.. وهي للأسف أعمال متهورة وغير مخطط لها بشكل جيد ولا تقوم على أساس منطقي. وفي بعض الحالات لا يظهر على المريض الفرح الزائد بل عصبية ونرفزة غير طبيعية لأتفه الأسباب وقد يصبح عدوانياً.
الحالة الثانية: حالة الاكتئاب..
أي حالة من الحزن وتعكر المزاج والشعور بضيق الصدر والتعب وقلة النشاط وصعوبة في النوم وضعف الشهية وفقدان الرغبة الجنسية وعدم الاستمتاع بمباهج الحياة ومسراتها.
لاحظ أن المريض يعود في ما بين هذه الهجمات إلى حالته الطبيعية والتي يصعب أن تكتشف أنه مريض!
فالمريض عبر إتباع نصائح الطبيب والانتظام على تناول العلاج اللازم سيكون قادراً على متابعة حياته بشكل طبيعي جداً.. وسيكون لديه القدرة على الزواج والإنجاب والنجاح في عمله. وهناك أساتذة في الجامعات وأطباء مشهورين مصابين بهذا المرض دون أن يعيقهم عن تحقيق أفضل المراتب وأعلاها.